ܓܨقناة المناسبات وأعياد الميلاد.. نايل سينما سابقا!ܓܨ

أعتقد أنه كان من المهم، بل من المهم جدا أن يكون لمصر ـ الرائدة فى إنشاء التليفزيون والرائدة فى صناعة السينما ـ قناة سينما، وهو ما قام به بالفعل المهندس أسامة الشيخ ضمن ما فعله من تطوير فى قطاع القنوات المتخصصة، لتكون هناك قناة للدراما وقناة للكوميديا، وثالثة للرياضة، ورابعة منوعات، إلى جانب قناة السينما، الأمر الذى أسعد الكثيرين جدا، ولا أخفى أننى كنت أحد الذين سعدوا بهذا الأمر إلى حد بعيد، على الرغم من وجود قنوات عديدة متخصصة فى السينما الآن على القمر المصرى نايل سات، بعضها مصرى غير رسمي، والآخر عربي.
بل وزاد من سعادتى أن تبدأ القناة ناجحة متميزة، برؤية عصرية لرئيسها المخرج عمر زهران، ولم يكن يعنينا فى البداية عرض مجموعة من الأفلام المكررة والمستهلكة، فهذا لا يهم، وقلنا إنها مسألة وقت وسوف تدور العجلة وسيكون هناك العديد من الأفلام الجديدة والمتميزة، بل إننى سعدت أكثر أن تكون هناك مجموعة من البرامج المتميزة التى بدأت القناة تقدمها، والأكثر من ذلك أن وجدت أن هناك حرصاً على أن تكون مختلفة، لدرجة أننى ولأول مرة أجدنى أقلل من أهمية ما كان يردده البعض من أن رئيس القناة يتقاضى 200 ألف جنيه شهرياً، وكنت أردد أن هناك بعض المعدين يتقاضون رقماً قريباً من هذا فى بعض القنوات الأخرى المتخصصة، فما المشكلة إذن أن يتقاضى رئيس القناة 200 ألف جنيه؟!
كل هذا كان جميلا ورائعا وأنا أرى القناة تتقدم يوما بعد يوم، حتى فوجئت فى الفترة الأخيرة بتراجع رهيب يحدث للقناة، لا أعرف إن كان مرتبطا بوجود المهندس أسامة الشيخ لرئاسة القطاع أم لا، حيث تزامن هذا التراجع بتصعيد الشيخ إلى رئاسة الاتحاد، وابتعاده عن تفاصيل القناة والقطاع بشكل عام.
فجأة تحولت القناة إلى قناة مناسبات، ليست مناسبات سينمائية مثل الاهتمام بالمهرجانات وصناعة الأفلام السينمائية، بل مناسبات للاحتفال بالترشيح للانتخابات مثلا، مثل المساندة الصريحة والواضحة للمخرج خالد يوسف ـ مع كامل احترامى وتقديرى له ـ فى انتخابات نقابة السينمائيين، ولست ضد ذلك لو أن القناة أعلنت حيادها التام وقدمت كل المرشحين بحيادية، ولكنها فعلت ذلك مع مرشح واحد فقط، وأقيمت الأفراح لمدة 40 ليلة وليلة، للاحتفال بخالد يوسف وفيلمه الجديد "كلمنى شكرا" ولا أعرف إن كان ذلك يتم بالاتفاق مع القطاع الاقتصادى على اعتبار أنه إعلان صريح للفيلم لمدة ساعتين تقريبا، وقت نزوله الأسواق، أم أنه مجرد مجاملة لصديق.. أم ماذا تحديدا؟!
كذلك تحولت القناة إلى الاحتفال بأعياد ميلاد النجوم والنجمات والمخرجين والمخرجات، مثل الاحتفال الأخير بعيد ميلاد النجمة يسرا والمخرجة إيناس الدغيدي، ولا أعرف هل هذا أيضا كان على سبيل الصداقة والمحبة والأخوة، على اعتبار أن إيناس من أسرة القناة بعد أن قدمت برنامجها "الجريئة" فى رمضان الماضى رغم أنف المشاهدين، والاستعانة بالفنانة يسرا لتقديم الحلقة الأخيرة من البرنامج لتواجه الجريئة بأسئلة ضيوفها.. أم ماذا بالضبط؟!
ناهيك عن هبوط مستوى البرامج ومستوى التقديم، ما اضطرهم للعودة إلى القديم من البرامج التى سبق وقدمت من قبل، كذلك مستوى الأفلام المكررة والمعادة، ثم فرض نوعية معينة من الأفلام، لأشخاص بعينهم دون غيرهم، ما جعل البعض يفسر الأمر بأنه من جراء الخلافات المكتومة وغير المعلنة بين رئيس القناة، ورئيسة القطاع الجديدة، خاصة أنه كان على رأس ما اتخذته من قرارات فور جلوسها على الكرسى تقليم أظفار قناة سينما، وقطع الميه والنور عن القناة، أقصد قطع السفر للمهرجانات والبدلات والحفلات و"الهيصة".. الخ.. الخ.. الخ!!